صلاح الفاخرى

عن فصم العلاقات

كل ما انفصمت علاقة كنت طرفا فيها اجلس لقراءة النص التالي عدة مراتٍ. ولذا قررت نشره راجيًا ان ينتفع به من يمر الان بمثل تجاربي.

ان الالم الذي تشعر به شي طبيعي وليس علامة ضعف او خلل في شخصيتك. لو لم يمكن انفصام العلاقات مؤلمًا لما كانت هناك أُسر ٌومجتمعات بشرية. لو كان فصم علاقة كرمي قشرة بطيخة مثلًا لما ظل إثنان في علاقة. لكن ألمَكَ ككل شئ اخر لن يدوم وستطفئ الايام ناره مهما كان ذلك يبدو مستحيلًا الان.

ان العلاقات تنتهي. هذه طبيعة البشر. حتى انبل البشر (ومن ضمنهم الانبياء) وجدوا اناسا لا يرغبون في الحفاظ على علاقاتهم معهم. لا شئ يظل على حاله. القلوب تجفو والشخصيات تتغير والظروف تحكم.وليس بمقدرونا التحكم في عواطف الاخرين مهما حاولنا. فمن العبث محاولة بعث علاقة ميتة او البكاء طويلًا عليها.

اذا فصم احدهم علاقته معك فلا تحاول تغيير رأيه لانه في الاغلب لن يزيده ذلك الا إصرارًا، وحتى وان رجع صارت العلاقة غير متكافئة لانك انت من ظهرتْ حاجتُه اليه عندما قلّتْ حاجته اليك. اسمح للوقت ان يبرد العواطف قليلًا فلربما أكتشفت ان أنتهاء العلاقة كان خيرًا لك او لربما اكتشف الطرف الاخر انه تسرع في انهائها.

وقد تشعر بالندم لما قدمته وعملته لإرضاء او اسعاد الطرف الاخر ولكن لا تدع ذلك يدفعك الى الغضب او فقدان الثقة في كل البشر. لان ما تعمله لاجل الاخرين لا يعدو ان يكون احد نوعين : اما انك عملته وفق ما املآه ضميرك وفي هذه الحال لا تغضب، فانت اطعت ضميرك وكل جميل تعمله سيرد اليك بشكل او باخر وان طال الزمن. واما انك عملت اشياءً لم ترضي ضميرك، وفي هذه الحالة لا تغضب، لان الخطأ هنا هو انك عملت شيئا لا يرضي ضميرك بغض النظر عن دوافعك، ولا يجب ان نتوقع خيرًا من فعل ما لا يرضي الضمير.

لا تذم الطرف الاخر لاحدٍ حتى بالتلميح. لانك اذا فعلت اعتقد السامع انك ستذمه ايضا لو انتهت علاقتكما. كما ان ذمَ من قبلتَ صداقته وعشرته قبل انفصام علاقتكما يعني اما انك مثله وتحمل الصفات التي تذمها، او انك قبلتها رغمًا عنك وهذه علامة ضعف، او لم تدركها الا بعد فوات الاوان وهذه علامة سذاجة.عمومًا لا تسمح لاحد ان ينسيك خلقك او ان يجرك معه الى الحضيض فكما يقول النصارى "لا تصارع الحلوف في الطين لانكما ستسخان والحلوف يحب ذلك"

ماذا ستضيف الى هذه القائمة؟