صلاح الفاخرى

عن حراس الفضيلة

حراس الفضيلة.. لجان التطهير.. شرطة الآداب.. محاكم التفتيش.. كلها كانت فرص لبعض الفضوليين ومحبي التسلط ليدكوا أنوفهم في حياة (وعقول) رقاد الارياح مقابل مرتب شهري (بدلًا من التطوع كعادتهم)، ولالهاء الشعب عما يفعله المقتدرون من سلب ونهب و فحش وعهر، ولتصفية الحسابات مع من يحاول تعرية الفساد عن طريق التشهير بهم وتلفيق التهم لهم.

نحن لا نحتاج للرقابة الأخلاقية ممن لا أخلاق لهم ولا للترشيد الفكري ممن لا عقول لهم. نحن نحتاج الامن والاستقرار الذي لا تهدده طموحات العسكر والسياسيين ومناوشاتهم المستمرة. نحن نحتاج شرطة ووكلاء نيابة وقضاة تحكمهم نفس القوانين التي يحمونها ويسعون لتنفيذها. نحن نحتاج إعلاما حرًا ومساحات آمنة للنقاش وتبادل الافكار تغنينا عن تبادل إطلاق النار. نحن نحتاج اقتصادا لا تتحكم فيه قلة فاسدة ولا يتركنا للبطالة المقنعة والسافرة ولا تهدر فيه ثرواتنا وثروات أحفادنا. نحن نحتاج نظما تربوية تعلم مهارات الدرس والتفكير والمنهج العلمي وتشجع النقد البناء. نحن نحتاج مؤسساتٍ تخدم المواطن بغض النظر عن جنسه ولونه وفصله وعنوانه وافكاره وتوجهاته. ومؤسسات مثل لجان حراس الفضيلة التي تنبع من القلة وتهدف لحماية أفكارهم ومصالحهم لم ولن تنجز شيئًا سوى اهدار الموارد وزيادة التشرذم وانعدام الثقة وتضييع المزيد من الوقت والفرص الثمينة للخروج من مأزقنا المزمنة.