صلاح الفاخرى

عن العمر

** مع خالص شكرى وامتناني لجزيل كرمكم بتهاني ذكرى مولدي. يقدرنا الله على رد الجميل**

عمري (الزمني)اليوم 55 عامًا. وفي كندا ذلك يعني انني صرت مؤهلًا للتقاعد التوظيفي والاجتماعي المبكر وللحصول على سكن في مؤسسات كبار السن وتخفيضات في ضرائب المبيعات والصيدليات ووسائل النقل والفنادق وحتى بعض مطاعم الوجبات السريعة! وبالرجوع الي احصائيات السكان في كندا يتضح ان احتمالات موتي خلال العام القادم تضاعفت لكنها ما زالت ضئيلة (0.6 ٪) وان رجلا في مثل ظروفي يعيش في المتوسط 29 عاما اخرى وان احتمالات ان اظل بدون مرض مزمن خلال السنوات العشر القادمة قد انخفضت الي 33٪. وهذه كلها متوسطات احصائية مفيدة لكنها تظل غير دقيقة لان العمر الزمني لا يخبرك الكثير عن الصحة الجسدية والعقلية لشخص ما. العمر البيولوجي هو المعيار الافضل ويمكنك الان عمل تحليل دم لتحديده مثلا عن طريق قياس نسبة الاحماض الوراثية في الخلايا التي تعرضت لتغييرات معينة مثلا DNA methylation (ما يعرف بالساعة الجينية). لكن الموضوع لا يهمني لتلك الدرجة (على الاقل ليس قبل ان تكون هناك طريقة للتحكم في العمر البيولوجي وهو مجال بحثي نشط وبنتائج اولية مشجعة). اعتقد ان اهم مقياس للعمر هو "العمر المعاش" والذي لا اعرف طريقة علمية لقياسه. لكن يمكن تقديره بعمق التجارب حلوها ومرها، وعمق علاقاتنا بمن حولنا وخاصة اولئك الاشخاص النادريين الذين يمنحونا الحب الصافي ومعرفة الذات والنمو العاطفي بنسب متماثلة والذين عندما نتفقدهم نشعر بان الزمن قد توقف رغم تسارع الايام.