صلاح الفاخرى

عن الاختلاف #2

أخطر هلوساتنا هى أننا جميعنا متماثلون عربًا اقحاحا ومسلميين سنيين نولد ونعيش ونموت على الطريقة المثلى: طريقتنا. وبالتالي كل من يخالفنا ليس مجرد انسان مختلف بل هو شاذ او منكر لعروبته او حتى كافر يحتاج الى التصحيح او التهميش والاقصاء او ربما "التصفية".

فى الواقع نحن ككل البشر ومخلوقات الله الاخرى مختلفون بطبيعتنا، واختلافنا هو مصدر قدرتنا على التكيف والتطور ومواجهة تحديات الحياة. إجتثاث كل مختلف لمجرد انه مختلف هو أسرع وسيلة لضمان انقراض المجموع. حتى الباكتيريا "تدرك" ذلك (مثلًا في مواجهة المضادات الحيوية عندما لا يتبقى من نسلها سوى القلة المختلفة قليلًا عن مجموعها).

هذا الموقف الانتحاري لا يترك مجالًا للتعايش مع الاخرين لأن كل اختلاف يتحول الى صراع نتيجته سيطرة طرفٍ على الاخر او إبادة طرفٍ لاخر. في المرة القادمة عندما تقرأ شيئًا هنا لا تتفق معه تذكرْ: (في الاختلاف قوة. الأمم لا تفقد تماسكها وقوتها نتيجة إختلاف افرادها بل نتيجة عدم قدرتهم على التوصل الى حلول وسط تسهل التعايش والعمل الجماعى.)