صلاح الفاخرى

عن اللغة #1

كان اول أخطائي فى الغرب الحديث الى الاطفال بما يسمى Baby Talk او لغة الطفل. كعادتنا فى ليبيا كنت أسألهم عن الققه والاحه والبحه والكاكا والبوبو والننا والمما الخ. وكان الاطفال والكبار على حد سواء ينظر الى وكانني عملت كاكا في مكان عام. وبالملاحظة اكتشفت انه لاتوجد لغة اطفال فى الغرب. فالواقع لاتوجد الا لغة واحدة (الانجليزية مثلا فى انجلترا) والجميع يتحدث ويكتب نفس اللغة مستخدمين كل القواعد النحوية المتفق عليها مراعين انتقاء مفردات ومصطلحات مناسبة للعمر العقلى للمخاطب. قد توجد لهجات او حتى لغات محلية لكن جميع المواطنين يتحدث ويقرأ ويكتب نفس اللغة الانجليزية التى نقرأها في الكتب.

لماذا؟ لانهم مقتنعون بان اللغة تحدد محتوى وطريقة التفكير. اذا خاطبت طفلك قائلا احا بدلا من "الم" او "نار" الخ فان الطفل سيفهم المقصود فى الحالتين بعد بعض التكرار لكنه فى الحالة الثانية سيتعلم مفردات جديدة وسوف يتعود على انه يُخاطب كانسان ذى عقل وليس كجرو او جحش.

وفى الحضانات والمدارس بكل مراحلها يتعلم الأطفال كل المواد من رياضيات وعلوم وتاريخ الخ باستخدام نفس اللغة ونفس القواعد النحوية. ثم يستمرون فى استخدام اللغة خلال بقية دراساتهم و تاهيلهم ولذلك نادرا ما تجد فارقا في الاسلوب او اتقان اللغة بين ممثلك فى البرلمان اوطبيبك واى موظف وعامل اخر من الشرطى الى الحلاق والى عمال الشوارع. حتى الاجانب يتوقع منهم الحديث بنفس اللغة اذا كانوا يعملون فى مواجهة الجمهور.

لماذا؟ لانهم يعرفون ان استخدام لغة واحدة يزيد من اللحمة الاجتماعية والولاء الوطنى ويقلل الي حد ما من الفوارق الاجتماعية والطبقية عن طريق تسهيل وتسريع نقل الافكار ونقاش الخلافات. لانه اذا فشلنا فى حل مشاكلنا باللغة فلايوجد سبيل اخر الا السوط او فى النهاية الـ ر بي جي وال م ط.

وللحديث بقية