صلاح الفاخرى

عن علم الطبقات

شعوبنا تنقسم الى طبقات:

الطبقة العليا لا تشكل اكثر من 1٪؜ من المجتمع. تتكون من كبار الأثرياء والملاك والوجهاء يعرفون بعضهم البعض وتربط بينهم وبنظرائهم في الدول الاخرى صلات قرابة او نسب او مشاركة. يستحوذون على معظم ثروات البلد. قد يختلفون او حتى يتحاربون احيانا ولكنهم يتفقون على ان لا احد غيرهم يحق له ان يملك او يقرر شيئًا ذا أهمية. يفضلون السرية و يتحكمون في مجريات الامور بطريق غير مباشر عن طريق اتباعهم. في الهند (البلد الذي قنن الطبقية) يسمونهم البرهمن، وفي دول اخري اهل الحل والربط.

الطبقة الثانية تشكل حوالى 3-4٪؜ من المجتمع وتتكون من مواطنين شطار وجادين وعندهم علاقات واسعة. يدينون بالولاء الشخصي لواحد او اكثر من البرهمن، وبفضلهم يصبحون اعضاء الحكومات وكبار الساسة والمسؤولين والظباط والقضاة ورؤساء الشركات والشيوخ وزعماء المليشيات عند الحاجة. وظيفتهم تسيير الامور لما يخدم مصلحة عرابيهم (من البرهمن) بدون كشف دورهم، وتحمل مسؤولية العواقب عندما تسوء الامور. في الهند يسمونهم الكشتاريا او المحاربين لان الكثير منهم يؤمن بعمق بتوجهات عرابه الى درجة الموت دونها.

الطبقة الثالثة وهم النفعيون يشكلون حوالى 10٪؜ من المجتمع. لا ولاء لهم الا لمن في يده مصلحتهم الآنية. لا يمتلكون شطارة وجسارة الكشتاريا ولا جلد وصبر الطبقة السفلى. ومنهم الاستخباراتيون والجلادون والمطبلون ومقبولو الايادي والهاتفون بشدة والغاضبون حسب الطلب. تراهم عادة في الصور يحيطون بأفراد طبقة الكشتاريا. وظيفتهم عمل كل شيءٍ لا يود الكشتاريا عمله بانفسهم لضمان طاعة وتغييب الطبقة السفلى وفي المقابل يتحصلون على بعض الامتيازات والوظائف.

الطبقة السفلى (وتضم الأغلبية الساحقة من الشعب) لا حول لها ولا قوة. تتقاذفها خلافات البرهمن والكشتاريا ويدفعون ثمنها في الحرب وفي السلم، ويجمعهم ويشتتهم النفعيون حسب مقتضيات الطبقات العليا. عادة دورهم لا يتجاوز التذمر والتعجب من حال البلد واستغراب القرارات التي لا يفهمون اهدافها ومرجعيتها لانهم يعتقدون ان البلد وخيراتها لهم ولا يعرفون انهم مجرد ركاب في حافلة لا يعرفون من يقودها ولا الى اين تتجه.

رجاءً ادرس هذه القائمة وحدد بدقة مكانك فيها، فقد يفسر لك ذلك الكثير عن نفسك وعن حال بلدك.