صلاح الفاخرى

عن الانتهازية

زمان كنت اعمل في مستشفى تعليمي كندي عندما قرأت ايميل من ادارة المستشفى الى كل الموظفين يحذر من إستخدام تلفونات المستشفي لعمل مكالمات دولية لاغراض لا تتصل بالعمل. وفي نفسي قلت "هذي ما يديرها الا واحد ليبي" لكن المستشفى كان كبيرا ويوظف ويدرب عشرات الجنسيات من عرب وأفارقة واسيويين الخ مما اعطاني بعض الامل ان يكون الجاني هنديا او صينيًا وهم من يمثلون أغلبية الموظفين الاجانب.

وبعد اسبوع وصل ايميل اخر عن نفس الموضوع لكن هذه المرة يحوي هذه العبارة "الي كل من يستخدم تلفونات المستشفي للدردشة لمدة ساعات في مكالمات الي ليبيا، نرجوه التوقف عن ذلك فورًا".

انسخطت ولكن لحسن الحظ كان القليل جدا يعرف أنني من ليبيا وحتى طلبة الايفاد الليبيين والعرب كانوا لا يعرفونني لانني وقتها كنت ما زلت مطلوبا في العظمي واحاول قدر الامكان عدم الاختلاط بهم لكي لا اسبب لهم المشاكل. لكن ذلك لم يمنعني من الشعور بانه لا فرار من العقلية الليبية اينما كنت. وانا متأكد ان الجناة برروا فعلتهم كالعادة بانه كندا ليست دار اسلام او انها بلاد انحلال اخلاقي او انها دولة معادية للعرب والمسلمين او ببساطة انه احدا لن يعرف. من جانبهم معظم الكنديين والاجانب الاخريين يعتقدون ان مثل هذا العمل لا اخلاقي او على الاقل ضار وهدام لانه يضيع اموال الدولة وقد يسبب في عدم القدرة علي استخدام الهاتف لاغراض الشغل. وبالتالي لابد من وضع حد له. وهذا ما فعلوه لانهم لم يرسلوا تحذيرات مشابهه مرة اخرى. مما جعلني اومن ان بعض مشاكلنا قد تحل اذا ما شهرنا بكل المفسدين. مثلا اذا عاكس مواطن امراة يحلق راسه صفرا واذا خالف اشارة مرور تطبع تلك الاشارة علي جبهته بالوان زاهية لمدة اسبوع واذا ما سرق المال العام تلصق بطبوعة راسه طنجرة حجمها يناسب حجم سرقاته. مجرد اقتراح.