صلاح الفاخرى

عن الرز والبحث العلمي في الجامعات الليبية

لما كنا طلبة طب ذهبنا (العبدلله وزميل للاسف لا اذكر الان من كان) ذات مرة الي عميد الكلية لنطلب الاذن باختبار طريقة جديدة لتشخيص مرض الاكياس المائية (echinococcosis- وهو مرض شائع الانتشار فى ليبيا ينتج عن اكل خضروات ملوثة بطفيليات توجد في براز الكلاب). وشرحنا له فكرتنا في فحص عينات بلازما من مرضى ثبت تشخيصهم بالمرض مثلا بعد عملية استئصال الكيس لمعرفة اذا كان من الممكن اكتشاف العدوى بواسطة اختبار الـELISA.

فقال لنا بالحرف الواحد :"لا لا هذا ما يصلحش. اني نبغيكم اتشدوا كلاب وتعملوا عليهم الاختبار"! فسالته عن فائدة ذلك فقال "بيش نعرفوا نسبة أنتشار المرض في الكلاب". فقلت له نحن لازلنا لا نعرف ما اذا كان الاختبار فعالا، كما ان الدكتور محمد المفتي (الجراح والكاتب المعروف وكان قد نشر كتابا عن المرض) عمل بحث مشابه وعنده معلومات عن … فقاطعنى قائلا "المفتي عنده الرُز" واستدار معطيا ايانا ظهره كانه يعلن عن قفل باب النقاش.

وبعدها عرفت انني قد ارتكبت خطا فادحا لان الدكتور المفتي كان في القائمة السوداء على ما يبدو لانه كان قد نصح لخ القايد ضد فكرة المؤتمرات الشعبية لما سأله رائه وكلنا يعرف كم كان القايد يحب المؤتمرات الشعبية والديموقراطية المباشرة وكيف نجحت تلك الأفكار بطريقة لم تخطر على بال.

لما اخبرت احد اساتذاتنا بالقصة قال لي احمد ربك ان الموضوع توقف عند الرُز ثم استطرد "حتى أنت فاضي تدير في ريسيرش" ولم تكن هذه اخر مرة يخبرني احدهم ان البحث العلمي لا يمارسه الا واحد فاضي مثلي ولا اخر مرة اكتشف فيها ان كل ما عملته في حياتي لا يساوي قصعة رز.