صلاح الفاخرى

عن الشطارة

لامني احدهم عندما وضعت في مقالتي السابقة صورة للاخ القايد في زي ملك الملوك المطرز بتماثيل الحيوانات متسائلا عما اذا كان بوسع القارئ ان يجد كل الحيوانات في الصورة وذكرت من ضمنها الجحش (اكرمكم الله) فقال ان تشبيهه بالجحش غير دقيق لانه لو كان غبيا لما ظل في الحكم 42 عاما. وللامانة انا لم ازعم ان الجحش غبي فالجحش يكبر ليصير حمارا قويا صبورا يحمل الاحمال الثقال ويذود عن الاغنام ولا يؤذي احدا على عكس قايد الثورة. فكان ردي انه لو كان ذكيا لسعى فى بناء ليبيا مؤسساتٍ وبني تحتية وبشرا ولكان هو واسرته وكل الليبيين افضل حالا.

للاسف الكثيرون منا يعتقدون ان الانانية والانتهازية واحتكار الخير ذكاءٌ وشطارة بينما التواضع والامانة والطيبة والتضحية والعمل من اجل المصلحة العامة غباء وسذاجة. وهؤلاء "الاذكياء" (وهم كثرٌ وخاصة في المناصب القيادية) هم احد اهم اسباب ازمتنا لانهم لا يدركون انه من الغباء ان تغلب مصلحتك الانية على مصلحة المجموع لانك جزء من ذلك المجموع ولانه لن يكون بوسعك ان تبحر في مركب غارق. فالمطفف في الميزان قد يكسب قروشا قليلة لكنه يخسر سمعته وزبائنه على المدي الطويل والاسوا انه يساهم في خلق بيئة من الغش هو الخاسر الاكبر منها لان من يغش في ميزان اللحم لانه يعتقد ذلك شطاره لن يعدم من يغشه في دوائه او اعمدة بيته الخ. فليس من الشطارة ان تلقي قمامتك في الشارع او تهمل وظيفتك او تسرق ميزانية مشروع عام لان ذلك سوف لن ينتج عنه سوى مجتمع متوحش عنيف لن تنجو انت او اولادك من تبعاته حتى ولو كنت تسكن في حصن مشيد وتسمي نفسك ملك الملوك.