صلاح الفاخرى

عن نصف المجتمع #2

لما دفع مارك زوكربيرج 19 مليارا لشراء تطبيق واتساب، كانت الشركة التى تنتجه توظف 19 فردا! يعني انتاجية كل موظف كانت تساوي مليار دولار . هذه طبيعة عصرنا. عقل واحد مدرب ينتج ما يعادل انتاج مئات الالاف من العمال اليدويين.

لكن على مر العصور كان معظم البشر غير قادرين على انتاج اكثر من قوت يومهم. وفى تلك الظروف كان من الحكمة ان تركز المرأة جهدها على انجاب اكبر عدد ممكن من الاولاد لان ذلك كان الوسيلة الوحيدة لزيادة إنتاجية الاسرة لاسيما ان نصف الاولاد سيموت نتيجة المرض وسوء التغذية. وكان أيضًا من الحكمة ان تقضي المرأة جل وقتها في العناية بهم وبزوجها الذي تعتمد الاسرة على عضلاته في اطعامها وحمايتها.

كعادة كل الافكار الجيدة عندما تتحول الى مسلمات لا تُناقش هذه الفكرة أصبحت الان اهم علامات التخلف المزمن. ألوف الابحاث العلمية ناهيك عن تجارب دول باسرها مثل الصين تثبت ان تعليم المرأة ومشاركتها الفعالة في الانتاج هو اضمن وسيلة لتحقيق تنمية حقيقية تخرج البشر رجالا ونساء من حلقة الجهل والفقر والمرض. وليس فقط نتيجة مضاعفة حجم القوى العاملة بل لان تعليم واستقلال المرأة يسرع من النمو الجسدي والعاطفي واللغوي والعقلي لاطفالها ذكورا واناثا (هذا كان موضوع رسالة الماجستير التي عملتها في التسعينيات في جامعة لندن) وبالتالي يولد العقول التي تنتج مليار دولار بدلا من حزمتي فجل.

إننا نستطيع ان نصر كعادتنا على ان شيئًا لم يتغير وان مشاكل العصر يجب ان تنحني لتوائم حلولنا القديمة لكن ذلك لن يغير من الواقع شيئًا لاننا سوف نظل نبيع اثاث البيت (النفط والمعادن) لنشتري الواتساب والتلفون والسيارة والدواء والقمح الى ان يأتي يوم ولا نجد ما نبيع. ولاننا سوف نظل نموت (كما حصل مع الوف المساكين الذين جندهم الاخ القايد وبن لادن والخليفة البغدادي ) تحت وابل من الرصاص تطلقه امريكية او اسرائيلية من مكتبها المكيف وهي ترتشف القهوة باستخدام تقنيات تتطور كل يوم على يد عقول ربتها نسوة لم يخبرهن احد ان عقولهن لا تصلح الا للقرمة وقلي البيض.

فاكرر هنا من المستفيد الحقيقي من تحجيم عقول وطموحات 700 مليون مسلمة؟ ليس الاسلام او المسلمون.