صلاح الفاخرى

عن أقسي واروع دروس الحياة

من أقسى دروس الحياة التى عادةً لا نتعلمها الا بعد مئات الخبطات الحادة بين الاذنين اننا لسنا مركز الكون بالرغم من كل تأكيدات امهاتنا الفاضلات. انه لمن المؤلم حقا ان الارض ستسمر في الدوران سواءً كنا على ظهرها أو في بطنها وان الناس حتى اقربهم الينا سوف يمضون في العيش بعدنا وكاننا لم نكن. سنة الله في ارضه: الملك وخادمه ينتهي بهما المطاف سمادا وترابًا ويطوي سيرتهما الزمن ولو بعد حين.

تذكر ذلك عندما يفور دمك المرة القادمة لإن أحدهم لم يعطك حق قدرك ولم يدرك مدى خصوصيتك في عيني والدتك الفاضلة. فالطبيب الذي ستراه عندما تزور عيادته ليس طبيبك الخاص ولربما رأى في ذلك اليوم أربعين مريضًا اخر كلهم يعتقد نفسه مريضه الوحيد. وكذلك المعلم وموظف المصرف والشرطي وبائع السجاير وسائق التاكسي. لا أحد مدين لك بشيء الا اذا كنت تملك صكا بتوقيعه. فالله لم يكلف احدا بان يوفر لك سكنًا وسيارة ووظيفة حكومية وإجازة سنوية ومرتبًا تقاعديًا وزوجة تخدمك. حتى صداقة اصدقائك وحب احبابك هي منح يتوق اليها كثير من اطيب خلق الله ولا يحصلون عليها. فحياتك نفسها منحة ثمينة وليس من المجدي تضييعها في التحسر على ما فاتك والشكوى من هفوات الناس. اذا لم يرق لك شئٌ في حياتك غيّره فاذا لم تقدر رغم المحاولة فأقبله بشجاعة وابتسامة عريضة. لا شيءٌ اخر يُجدي. الم اقل لك انه اقسى دروس الحياة؟