صلاح الفاخرى

عن طبيعة الحياة الدنيا

يقال ان رجلا حكيما كان يمتلك فرسا من انفس الخيل فلما يوما اختفت دونما اثر جاءه جيرانه يعزونه قائلين: "خسارة والله; ياريتك بعتها بالمية الف دولار اللي عطوك فيها". فنظر اليهم بهدوء وقال: ما تدرون لعله خيرٌ.

وبعد اسبوع رجعت الفرس تقود حصانا بريا انفس منها. فجاءه جيرانه مباركين وقالوا: "والله كلامك مزبوط٬ الحصان الجديد بروحه حقه اكثر من مية الف دولار". فنظر اليهم بهدوء وقال: ما تدرون لعله شرٌ.

وبعد اسبوع سقط ابنه عن صهوة الحصان الجديد فكسرت رجله. فجاءه جيرانه يعزونه قائلين: "والله كلامك مزبوط الحصان هضا سبب فى تعديم ولدك". فنظر اليهم بهدوء وقال: ما تدرون لعله خيرٌ.

وبعد اسبوع جاء السلطان فجند كل شباب المنطقة فى جيش غزوة فاشلة الا ابنه لانه كان لايستطيع المشى. فجاءه جيرانه … لتستمر القصة علي هذا النحو الى يوم الحشر.

مغزى الحكاية انه من المستحيل التنبؤ بما يضمره الغيب لأن الحياة معقدة ( رفيف جناحى فراشة فى اليابان قد يسبب عاصفة عجاج فى اجخره [1])ولان فهم الانسان محدود بطبيعة عقله وبمحدودية الوقت والمعلومات المتاحة له. فاذا اصابك اليوم ضرٌ فلا تجزع كثيرا لانك لاتدرى اذا ما جنبك الله بذلك ضررا اكبر او جهزك لنفع كبير. واذا حالفك حسن الطالع فلا تزهو كثيرا ولا تتجبر على من هو اقل حظا منك لان الدنيا قلابة [2] ولان اللي يديرها الاعمى يلقاها فى عكوزه!

  1. According to the Chaos Theory.
  2. According to the Cucumber Theory.