صلاح الفاخرى

عن تحمل المسؤلية Accountability

اذا سالت المواطن في الشارع لماذا لا تلتزم بقواعد السير فانه سيلوم المواطنين الاخرين لاسلوب قيادتهم الفوضوي، والبلديات ومهندسيها لسوء حالة الطرق وضيقها وازدحامها، والشرطة لعدم تطبيق النظام. واذا سالت مهندسي الطرق في البلدية فانهم سيلومون المواطن، والخزانة العامة لنقص التمويل، ووزارة المواصلات لنقص وسائل النقل العام. واذا سالت الخزانة فانهم سيلومون المهندسين لإنعدام التخطيط وسوء ادارة الموارد المالية، والمقاولين منفذي المشاريع للفشل في تنفيذ مشاريع الطرق. واذا سالت المقاولين فانهم سيلومون الخزانة نتيجة عدم انتظام السيولة، وقلة العمالة المؤهلة (نتيجة كسل المواطنين وسوء اداء المدارس الحرفية)، والفساد الاداري والمالي في وزارة المواصلات. واذا سالت وزارة المواصلات فانهم سيلومون البلدية لحالة الطرق، والمواطنين لتدمير الحافلات، والشرطة لانعدام الامن. واذا سالت الشرطة فانهم سيلومون المواطن لعدم احترامه القانون، والمدارس وشيوخ الجوامع لعدم ترشيد المواطنين. واذا سالت المدارس فانهم سوف يلومون الاباء لعدم تربية اولادهم على النظام و وزارة التعليم لسوء المناهج والخزانة لعدم انتظام مرتبات المدرسين والجامعات لتخريجها مدرسين غير مؤهلين. واذا سالت الاباء فانهم سوف يلومون الامهات والانترنت لافساد عقليات الاولاد، وصعوبة العيش نتيجة ضعف المرتبات والفساد، وضيق الوقت نتيجة زحمة الطرق وعدم التزام المواطنين بقواعد السير ...

لا احد يتحمل مسئولية اي شيءٍ. لا احد (من اصغر موظف الي القايد الملهم) يخسر وظيفته او يدفع ثمن عدم تحمل مسئولياتها. والنتيجة اننا جميعنا ندفع الثمن اضعافا مضاعفة. سنة الله في ارضه: اما نقف معا او لا احد يستطيع الوقوف.