صلاح الفاخرى

نصيحة لصديق سوداني

اذا أرسلك قائدك الى الحرب لتقتل باسمه ومن اجل مجده فاعلم انك انت الذخيرة الحية التى طالما حدثوك عنها والتي لن يتواني قائدك في تبديدها بسخاء لاجل ان ينصب رأيته على تل قاحل. نصيحتي اذا أُمرت بالهجوم ان تقول لقائدك "لكم كل احترامي سيدي المشير لكنني لن اخطو خطوة واحدة الى الامام الا اذا رأيتك في الخط الاول تقود الهجوم بنفسك لانه اذا كان الامر بالأهمية التي تزعمها فلست ارى كيف تكله لجندي لا يكفي مرتبه لاطعام اولاده بينما تجلس انت في مكتبك المكيف تتسلى باكل المكسرات وشرب البيرة. هناك شيءٌ ما خاطئٌ جدا في هذه الخطة يا سيادة المشير".

ولكن سيادة المشير سوف يأمر عندها باعدامك والتمثيل بجثتك ليجعل منك درسًا لمن يجرؤ مثلك على التفكير. لذلك فعندي لك نصيحة اخرى: لا تضع نفسك ابدا تحت امرة قاتل محترف كسيادة المشير. لا القروش القليلة التي تحصل عليها في حياتك ولا تماثيل الجندي المجهول والهتافات بخلود الشهداء بعد موتك تستحق ان تحرم أبناءك او ان تحرم أبناء اخيك من حب ابائهم. اهرب فليس في الموت من اجل سيادة المشير شرف او شهادة. وليس في هذه الحرب شهداء الا المدنيين الأبرياء الذين لا ذنب لهم الا انهم ولدوا في البلد الخطأ.

انفذ بفروة راسك يا صديقي ما دمت تحمله على كتفيك ودع الجنرالات يحلون خلافاتهم العبيطة بالطرق النبيلة الوحيدة التي اعرفها: اما الحوار وتغليب مصلحة الوطن واما مبارزة بينهم بالسيف حتى الموت. ولكن سيادة المشير ذهب الى ساندهيرست ووست پوينت حيث تعلم ان يرد على مثل هذا الكلام بالقول انه من السخف ان يعرض نفسه للخطر لانه رمز الامة وابنها الوحيد الذي يمتلك الحس الاستراتيجي للدفاع عنها ولانه لن يستتب الامن بدونه. وفي ذلك فقل "اذا كنتم رموز الامة ياسادة فلم تدمرونها؟ واذا كنتم عباقرة حربها فلماذا ترتعش ايديكم عندما يظهر رقم البيت الابيض او الكرملين على شاشة هواتفكم؟ واذا كنتم ضمانة سلمها فلماذا لم نذق يوما واحدا من الامن تحت قيادتكم؟ اذهبوا الى الجحيم يا جنرالات الهزيمة وليذهب معكم كل مغفل مازال يأتمر بأمركم".